www.jdhvip.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.jdhvip.com

www.jdhvip.com
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 توبة شيخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيف الله
رئيس المنتدى
رئيس المنتدى
سيف الله


عدد الرسائل : 141
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 09/05/2007

توبة شيخ Empty
مُساهمةموضوع: توبة شيخ   توبة شيخ Empty20th مايو 2007, 12:21 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

توبة شيخ



هذه قصة أحد الشيوخ الأجلاء يحكيها عن نفسه …

سمعتها في أحد مجالس الناس من أحد الشباب ،

وأعيد هنا صياغتها وأنا اسأل الله أن لا أخرم منها شيئا ذا أهمية

قال الشيخ الجليل :


عشت دهراً من عمري ، وأنا أهوى التمثيل ، وأسعى للانخراط مع أهله ،

كانت مرحلة عمرية وجدت فيها من حولي يتواثبون

إلى هذه العوالم التي تبدو ساحرة في ظاهرها


وظللت متعلقاً بأمانٍ كبيرة في هذا العالم المخملي بالنسبة لكثيرين من الشباب ..


ولقد تيسر لي العمل في بعض التمثيليات الإذاعية ..



وكنت أحسب أني أوشكت أن أبلغ الثريا في سمائها ..


في تلك الفترة كانت البلاد العربية تموج بأفكار كثيرة ..


خالطت أصنافاً من الشباب ، وكانت الموجة الشيوعية على أشدها ،



وانتشرت كالنار في الهشيم


وجرفت في طريقها جموعاً من الشباب ، وكنت قد ارتبطت ببعض هؤلاء بصداقات

،
وكنا نسهر كما يسهر من لا يعرف الله عز وجل ..


بل الأدهى والأمّر عند هؤلاء :



أن سهراتهم كانت في كثير من الأحيان ،


تمضي في السخرية والاستخفاف من المتدينين والتعاليم السماوية ،


بل وتجاوزوا كل الخطوط الحمراء ، فبلغت سخريتهم إلى



أصول العقيدة والذات الإلهية .. ونحو هذا


وكان جسدي في كثير من الأحيان ينتفض وأنا أسمع مثل هذا المجون والإلحاد ،


كنت بفضل الله لا أشاركهم في الحديث ،

غير أني أبقى مستمعاً على مضض..


ذات مساء ..


وكنا على أبواب العطلة الصيفية _ وكنت وقتها أعمل مدرساً _


ولجت إلى أحد المساجد لصلاة المغرب ،

كما أصلي عادة ، صلاة اعتيادية لا روح فيها ..



وأحسب أني قد أديت ما علي لله …


ولفت نظري منذ الابتداء هذه الجموع الكثيرة التي تقاطرت على المسجد ،


وفي أعقاب الصلاة ،

وقف شيخ جليل ممتلئ الجسم ، ذو لحية بيضاء ناصعة ،

وشارب خفيف أبيض ،


وحتى لون حواجبه كان أبيض ، ولباسه اللون الأبيض ،

وخيل إليّ أن هذا البياض الذي يغرق فيه


قد انعكس على وجهه فشع بياضاً ووهجاً ونورا ..
وأراد الله بي خيراً ليلتها ..


فلم أتعجل الخروج ، كما هي عادتي ..

وتريثت أقلب النظر في هذه الوجوه المشرقة ،

التي أخذت تدافع لتتحلق حول الشيخ


الذي وقف وسط هذه الجموع ، كأنه المنارة الهادية في وسط المحيط ،


وأخذ يدير ناظريه فيمن حوله ، ويشير إليهم أن تقاربوا .. ثم شرع يتكلم .

.
بدأ بصوت خافت لا يكاد يبين ، حتى أنني هممت بالانصراف ،


غير أن نبراته أخذت ترتفع شيئاً فشيئاً ، وحرارة قلبه تتجلى في نبراته ،

وتسري في تلقائية إلى القلوب


كان يتحدث عن القبر وأهواله ،

وكأنما نقلنا مباشرة إلى هناك لنرى ونشاهد ونعاين ..!
- -
وقبل أن أخرج .. سألت رجلا بجواري عن الشيخ ،

وعلى الفور اتجهت إلى أقرب مكتبة إسلامية ،


وسألت العامل فيها أن يحضر لي جميع أشرطة الشيخ ،

فبقي محدقاً فيّ كأنما لم يسمع ،


وأخذت أؤكد له أني أرغب في شرائها جميعاً ..

وكانت بالعشرات ، حملتها في كرتون كبير ،


وأعلنت حالة اعتكاف في البيت ، لا أكاد أخرج إلا للضرورة ،

وأعود في لهفة لأعيش مع الشيخ الجليل بقلبي وروحي


كنت أستمع الى الدرس الواحد مرتين وثلاث وأربع ..

مع تلخيص الكثير منه ..


وكنت كثيراً ما أجد نفسي أبكي بحرقة وحرارة ،

وأنا أتابع ما يفتح الله به على الشيخ ..


ثم انتقلت خطوة إلى الإمام ، تعرفت بالشيخ مباشرة ، ولزمته ،

وصحبته وتلقيت عنه ..


وأشرق قلبي بنور ربه ، وفتح الله علي في زمن يسير من حيث لا أحتسب ،


وشرعت ألقي دروساً ومحاضرات هنا وهناك .. لاسيما وقد وهبني الله جرأة في

الحديث ، وبلاغة في الكلام ، وفوق هذا كانت أسرتي أصلا أسرة صالحة

أعانتني أجواؤها على الانتقال السريع من طور إلى طور أفضل ..

وأصبحت أجد لكلماتي صدى في قلوب الناس حيثما حللت ..


ولقد من الله عليّ فتاب على يدي آلاف من الشباب ذكوراً وإناثاً

ولله الحمد والمنة ..

وجزى الله عني شيخنا الجليل خير الجزاء ..


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nbras.all-up.com
 
توبة شيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.jdhvip.com :: المنتدى العام :: نبراس التوابين-
انتقل الى: