قال الملك جل جلاله :
{
إنَّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مٌّهيناً. والَّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً ميبناً }.
وقال تعالى {
ولئن سألتهم ليقولنَّ إنّما كنا نخوض ونلعب قُل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }.
وقال عز من قائل حكيماً {
وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتَّى يخوضوا في حديثٍ غيره إنَّكُم إذاً مِّثلهم إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين إلى جهنَّم جميعاً }.
في ظل غياب الشريعة عن حياة العامة، وتمسك حكام المسلمين بإعطاء ظهورهم لتحكيم شرع ربهم، يأتي أساتذة إبليس من شياطين الإنس بالعجب العجاب، بعدما زخرف لهم الشيطان أعمالهم وصدهم عن السبيل، ثم جلس يشاهد أفعالهم ويتعلم منهم، يخرج أبناء الأبقار بما يسيء لسيد الأخيار، المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم، ثم يتبعهم زعيمهم المأفون وشيخهم المزعوم أبو الأفاعي ذوات السموم، بسب الإسلام ونبيه، لينفث سمه في وجه كل مسلم بلا حياء، ثم تأتي ثالثة الأثافي بأقوام من جلدتنا يتسمون بأسماءنا ويتكلمون بكلامنا، ثم تجد طعنهم في دين ربهم أشد وأنكى من طعن أبناء الكفار، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولك الله يا دين رب العالمين، وعلى المسلمين السلام.
جريدة مغربية عفنة اسمها نيشان تطل علينا بوجهها النكد، وقبيل موسم المسلمين الأعظم بما لم يأت به الأوائل من الكفر البواح، المجلة المزعومة تنشر مواقف لله ورسوله وأحد الملائكة يلاعبون صحابيا من كبار الصحابة، ويروعونه بدخول النار ثم يقولون له انظر إلى الكاميرا الخفية.
ثم يتبعونها باستهزاء بكبار الأنبياء في حوار شاذ، ثم يكتمل الاستهزاء بشعائر دين الله، وبأوليائه من الصالحين، واعتذر للقارئ الكريم عن نقل هذا الغثيان الذي ينغص الأكباد، يذكرون أحد المعلمين يقول لتلميذه الذي شبه نفسه بالنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تخشى عقاب الله، فيرد آخر مشبها نفسه بالله تعالى -والعياذ بالله-: لا لن أعاقبه.
وغيرها الكثير من مواقف مخزية مسيئة لكل ما يمت للإسلام بصلة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ألهذا الحد وصل بكم الاستهزاء بذات الله الملك الجبار، أسأله تعالى أن يجعلكم لكل معتبر عبرة وآية، وأن ينالكم من عقابه الذي استهزأتم به ما يشفى صدور قوم مؤمنين.
ألهذا الحد وصل الإلحاد وتغلغل في أوساط المسلمين.
بالله عليكم أفصحوا عن حقيقتكم، قرأت طاقم التحرير فوجدت أسماء مسلمين فاطلعت على المجلة فوجدت أعمال أساتذة إبليس، فبالله عليكم، قولوا لنا لحساب من تعملون، ومن أنتم أيها الجاهلون :أسماءكم أحمد وإدريس وعمر وأفعالكم أفعى وإبليس وهبل.
المدير العام :
أحمد بن شمسي
مدير النشر والتحرير :
إدريس كسيكس :
d.ksikes@nichane.maسكرتير التحرير :
عمر جاري :
o.jarri@nichane.maهيئة التحرير :
رضوان الرمضاني :
r.ramdani@nichane.ma أحمد نجيم :
a.najim@nichane.ma هند عروب :
h.arroub@nichane.ma عمر أوشن
لحسن عواد :
l.aouad@nichane.ma إسماعيل بلا وعلي :
i.bellaouali@nichane.ma المعطي قبال (باريس)
نداء للأمة : أفي الله شك فاطر السماوات والأرض.
نداء لفخامة ملك المغرب :
نعلم كما تعلمون أن هذا السب لو كان لشخصكم المباشر لما نام أحد هؤلاء في بيته ليلة واحدة، فما بالكم بسب ربكم وإلهكم، وبسب نبيكم صلى الله عليه وسلم، و بسب الصالحين من أمتكم، ولعلمنا باهتمام جلالتكم بأمن دولتكم ومملكتكم المصونة، فبرجاء اتخاذ الموقف الحاسم مع هؤلاء وردعهم، وتحكيم شرع الله فيهم، والرجوع لأهل العلم المرضيين ليقفوا على فعلهم ويصدروا فيهم ما يناسب فعلتهم، وكما تعلمون، فما الإرهاب وتعرض أراضي الدول والممالك للفتن إلا بترك دعاة الفتن يعيثون في الأرض فساداً فتتكون الأفعال وردود الأفعال، فقبل أن ندخل في دائرة لا طائل من ورائها من الأفعال وردودها نرجو من جلالتكم وقف الاستهزاء والتلاعب بذات الله العلية ورسله الكرام، ودينه العظيم دين الإسلام، وما كتبنا لكم ذلك إلا لعلمنا بغيرتكم على دينكم، وعلى أمن وطنكم المصون.
أختم هذه الصرخة بأقوال أهل العلم الأجلاء في حكم الاستهزاء بالله ورسوله وآياته وصحب النبي الكرام عليهم أفضل الرضوان كما نقلها فضيلة الشيخ عبد الملك القاسم :
والسب كما عرفة ابن تيمية: هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح ونحوه.
ولا ريب أن سب الله عزّ وجلّ يُعد أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية، وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى.
يقول ابن تيمية: إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.
وقال ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله تبارك وتعالى أو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله.
قال تعالى: {
إنَّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعلنهم الله في الدُّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مٌّهيناً. والَّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً ميبناً } فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
قال القاضي عياض: لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم.
وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا بن كذا وكذا- أعني أنت ومن خلقك-: هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه.
وقال ابن قدامة: من سب الله تعالى كفر، سواءً كان مازحاً أو جاداً.
• سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟- أستغفر الله رب العالمين- هل مَنْ سبّ الدين يعتبر كافراً أو مرتداً، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجاب رحمه الله تعالى: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّ وجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: { قُل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } نسأل الله العافية.
• وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟
فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: {
ولئن سألتهم ليقولنَّ إنّما كنا نخوض ونلعب . قُل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة. أهـ
واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة.
• سُئل الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبُّون الله عزّ وجلّ؟
فأجاب رحمه الله: لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عزّ وجلّ، لقوله تعالى: {
وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتَّى يخوضوا في حديثٍ غيره إنَّكُم إذاً مِّثلهم إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين إلى جهنَّم جميعاً }.
حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم:
للرسول صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمر، محبةً لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامة البدع التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وحذّر منها. بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.
ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك من نواقض الإيمان، التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواءً استحل ذلك فاعله أو لم يستحله.
يقول ابن تيمية: إن سب الله تعالى أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.
والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكم أو غيره كما قال رحمه الله: فثبت أن كل من لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكمه أو قَسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته. فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر والطريق السيء وتجنب ما يغضب الله عزّ وجلّ.
سب الصحابة:
الصحابة هم صحابة رسول اله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عزّ وجلّ عليهم في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: {
والسَّابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والَّذين اتَّبعوهم بإحسان رَّضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } وقال تعالى: {
مُحمَّدٌ رسول الله والَّذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.
والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم، ورد من تعرض لأعراضهم، ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم، أما التعرض لهم وسبهم وازدراؤهم فقد قال ابن تيمية: إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر.
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: «
من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » [السلسلة الصحيحة 2340].
وقال صلى الله عليه وسلم: «
لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحداً أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه » [رواه البخاري].
وسُئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.
وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: من شتم أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل.
قال الشيخ محمّد بن عبد الوهاب: فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله تعالى من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضلهم ومكذبه كافر.
أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها فإنَّه كذّب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها، فتكذيبه كفر، والوقيعة فيها تكذيب له، ثم إنها رضي الله تعالى عنها فراش النبي صلى الله عليه وسلم والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر.
قال ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى: {
إنَّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدُّنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ } وقد أجمع العلماء رحمهم الله تعالى قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن.
ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لما ذَكَرَ رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فأمر بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عزّ وجلّ: {
الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ }.
فإن كانت عائشة رضي الله تعالى عنها خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.