التوبة وشروطها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلين أن الذنوب حجابعن الله والانصراف عن كل مايبعد عن الله واجب وإنما يتم ذلك بالعلم والندم والعزم فإنه متى لم يعلم أن الذنوب أسباب البعد عن الله لم يندم على الذنوب ولم يتوجع بسبب سلوكه طريق البعد وإذا لم يتوجع لم يرجع [color=darkred]والتوبة :

الرجوع عن المعصية إلى الطاعة وهي واجبة من كل ذنب

فإن كانت المعصية بين العبد وبين ربه لاتتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط :

الأول : الإقلاع عن المعصية لتي هو متلبس بها وعلامته مفارقة الذنب فورا .

الثاني : الندم على فعلها وعلامته طول الحزن على مافات قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( الندم توبة )

الثالث : العزم أن لايعود إلى معصية أبدا وعلامته التدارك لما فات وإصلاح مايأتي فإن كان الماضي تفريطا في عبادة قضاها أو مظلمة أداها أو خطيئة لاتوجب غرآمة حزن إذ تعاطاها .

فإن فقد أحد الشروط الثلاثة لم تصح توبته وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة، الثلاثة الشروط المذكورة والرابع :

أن يبرأمن حق صاحبها فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه أو رد بدله عند تلفه من قيمة أومثل وإن كانت غيبة استحله منها إن كان عاقلا حليما يغلب على الظن أنه إذا جاءه أخوه المسلم نادما تائبا عفا عنه وسامحه وإلا فليستغفر له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته تقول اللهم اغفر لنا وله ).

[color:6e38=darkred:6e38]
قال ابن القيم رحمه الله : والنصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء :

الأول : تعميم جميع الذنوب وإستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته.

الثاني : إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع كل إرادته وعزيمته مبادرا بها .

الثالث : تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من خشية الله والرغبة فيما لديه والرهبة فيما عنده لاكمن يتوب لحفظ جاهه أولحفظ حاله أو لحفظ قوته وماله....ونحو ذلك من العلل التي تقدح في صحتها وخلوصها لله عز وجل . من كتاب موآرد الظمآن لدروس الزمان (بتصرف)