www.jdhvip.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.jdhvip.com

www.jdhvip.com
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أشراط الساعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيف الله
رئيس المنتدى
رئيس المنتدى
سيف الله


عدد الرسائل : 141
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 09/05/2007

أشراط الساعه Empty
مُساهمةموضوع: أشراط الساعه   أشراط الساعه Empty19th مايو 2007, 12:50 am

بسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ
الحمد للَّه‌ ربّ العالمين‌ ولا حول‌ ولا قوّة‌ إلاّ بالله‌ العلي‌ّ العظيم‌
وصلَّي‌ الله‌ علي محمّد وآله‌ الطاهرين‌
ولعنة‌ الله‌ علي أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلي قيام‌ يوم‌ الدين‌
(مطالب‌ أُلقيت‌ في‌ اليوم‌ العشرين‌ من‌ شهر رمضان‌ المبارك‌)

علامات‌ القيامة‌ وحضور الإنسان‌ فيها
قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن‌ تَأْتِيَهُم‌ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنـَّي‌' لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَيـ'هُمْ. [1]
للّه‌ الحمد والمنّة‌ فقد أنهينا بحث‌ المعاد الذي‌ شرعنا به‌ في‌ مقدّمات‌ حياة‌ الإنسان‌ في‌ الدنيا وخصائص‌ حال‌ الاحتضار وسكرات‌ الموت‌ وعالم‌ القبر والبرزخ‌، وعلينا الآن‌ أن‌ نبدأ بالبحث‌ في‌ مقدّمات‌ عالم‌ القيامة‌ الكبري‌ وحضور الإنسان‌ في‌ ساحة‌ الله‌ تعالي‌، وفي‌ بيان‌ العوالم‌ التي‌ يطويها الإنسان‌ في‌ هذه‌ الدورة‌ من‌ الحياة‌ الاُخرويّة‌.
والسياق‌ في‌ هذه‌ الآية‌ الكريمة‌ سياق‌ المؤاخذة‌ والتهكّم‌، لكأنّ الكفّار في‌ موقف‌ يتوجّب‌ عليهم‌ فيه‌ إمّا متابعة‌ الحقّ لتكون‌ عاقبتهم‌ مقرونة‌ بالخير والسعادة‌، أو انتظار حلول‌ ساعة‌ القيامة‌ ليتذكّروا ويؤمنوا ويتّبعوا الحقّ بمشاهدة‌ تحقّق‌ الوقوع‌ والإشراف‌ الذي‌ يكون‌ لهم‌ عليها والخصائص‌ التي‌ يرونها منها. بَيدَ أنـّهم‌ لم‌ يتّبعوا الحقّ اليومَ، فلم‌ يبقَ أمامهم‌ إذاً إلاّ احتمال‌ واحد، وهو مجي‌ء القيامة‌ نفسها.
وبديهي‌ّ أنّ علامات‌ القيامة‌ الموجودة‌ اليوم‌، من‌ انقسام‌ البشر إلي أفراد صالحين‌ وطالحين‌، وهو أمر يستتبع‌ ويستلزم‌ وجود القيامة‌ والحساب‌، ومن‌ ظهور الموت‌ وهو العبور للوصول‌ إليها، ومن‌ ظهور نبي‌ّ آخر الزمان‌ وانشقاق‌ القمر ونزول‌ القرآن‌ آخر الكتب‌ السماويّة‌ لم‌تكن‌ ذات‌ فائدةٍ ما لهؤلاء، ناهيك‌ عن‌ أنـّهم‌ لم‌ يذعنوا للحقّ من‌ خلال‌ المواعظ‌ البليغة‌ والبيّنات‌ والحجج‌ الواضحة‌ البيّنة‌ والعِبَر المتوالية‌، ولم‌ يتّجهوا إلي الإيمان‌ بالله‌ والعمل‌ الصالح‌، فلم‌ يبقَ أي‌ّ طريق‌ آخر لاتّعاظهم‌ وهدايتهم‌ إلاّ وقوع‌ نفس‌ القيامة‌. لكنّ الإيمان‌ لن‌ ينفعهم‌ شيئاً آنذاك‌، لانّ الامر سيكون‌ قد حُسِم‌، وعالم‌ العمل‌ قد أُغلق‌، وعالم‌ الجزاء والحساب‌ قد حان‌ حينه‌ وآن‌ أوانه‌. يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَـ'نُ وَأَنـَّي‌' لَهُ الذِّكْرَي‌' * يَقُولُ يَـ'لَيْتَنِي‌ قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي‌.[2]
والآيات‌ القرآنيّة‌ الكريمة‌ العائدة‌ إلي القيامة‌ متّفقة‌ بأجمعها علي أنّ هذه‌ الارض‌ ستزول‌ يوم‌ القيامة‌، وأنّ النجوم‌ ستنهار، وأنّ الشمس‌ والقمر سيُكسفان‌ ويُطمسان‌، وأنّ هذا العالم‌ سيندكّ ويتلاشي‌ بأجمعه‌. ثمّ إنّ الله‌ تعالي‌، بعد فناء هذا العالم‌، سيُحضِر الارواح‌ في‌ القيامة‌ للحساب‌ والجزاء، سواء الارواح‌ التي‌ رحلت‌ عن‌ الدنيا فهي‌ في‌ البرزخ‌ تنتظر حلول‌ القيامة‌، أو الارواح‌ التي‌ ستترك‌ الدنيا بواسطة‌ صَعقة‌ الموت‌، فتحضر فجأة‌ في‌ القيامة‌.
وهناك‌ نفختان‌ في‌ الصور، إحداهما، نفخة‌ الإماتة‌ التي‌ يموت‌ الجميع‌ علي إثرها، والاُخري‌ نفخة‌ الإحياء التي‌ سيُبعث‌ بها الجميع‌ بعد موتهم‌ ويُنشرون‌ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ. [3]
وقد وردت‌ مطالب‌ كثيرة‌ في‌ أخبار أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌ في‌ علامات‌ القيامة‌ وبالإضافة‌ لهذه‌ العلامات‌ فهناك‌ أساساً مرحلتان‌ تسبقان‌ القيامة‌ ينبغي‌ طيّهما قبلها كمقدّمات‌ لها، إحداهما ظهور قائم‌ آل‌محمّد عليهم‌ السلام‌ الإمام‌ المهدي‌ّ محمّد بن‌ الحسن‌ العسكري‌ّ عجّل‌ الله‌ تعالي‌ فرجه‌ الشريف‌، والاُخري‌ رجعة‌ آل‌ محمّد عليهم‌ السلام‌. وليس‌ من‌ شكّ أو ريب‌ في‌ تحقّق‌ هذين‌ الموضوعين‌، فموضوع‌ ظهور الإمام‌ المهدي‌ّ أرواحنا فداه‌ متّفق‌ عليه‌ لدي‌ جميع‌ طوائف‌ المسلمين‌ ومذاهبهم‌، كما أنّ رجعة‌ آل‌ محمّد عليهم‌ السلام‌ من‌ مسلّمات‌ الشيعة‌، وكان‌ القول‌ بـ «الإمامة‌» و «الرجعة‌» الوجه‌ المميّز للشيعة‌ عن‌ غيرهم‌ منذ قديم‌ الايّام‌، وهناك‌ في‌ هذا الخصوص‌ مطالب‌ كثيرة‌ في‌ التواريخ‌ والسير والاخبار.
وبصورة‌ عامّة‌ فإنّ هناك‌ مراحل‌ ثلاثاً متعاقبة‌ ومتوالية‌ ينبغي‌ طيّها للوصول‌ إلي تكامل‌ عالم‌ البشريّة‌.
الاُولي‌: ظهور الإمام‌ المهدي‌ّ أرواحنا فداه‌، حيث‌ تطوي‌ البشريّة‌ طريقها إلي الكمال‌ بسرعة‌.
الثانية‌: الرجعة‌ ـ بوجود ظهورات‌ وأنوار الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌ ورجوعهم‌ إلي الدنيا ـ حيث‌ ستصل‌ إلي الفعليّة‌ والتحقّق‌ جميع‌ مراحل‌ القابليّات‌ البشريّة‌ التي‌ لم‌ تصل‌ زمن‌ أُولئك‌ الاجلاّء إلي مرحلة‌ الفعليّة‌.
الثالثة‌: القيامة‌ التي‌ توجب‌ تكامل‌ المرحلتين‌ السابقتين‌ وفقدان‌ الإنّيّات‌ وطلوع‌ صفة‌ جلال‌ الحضرة‌ الكبريائيّة‌ واندكاك‌ الهويّات‌ والشخصيّات‌ بظهور الحقيقة‌ في‌ العوالم‌.
وهذه‌ المراحل‌ الثلاث‌ مترتّبة‌ علي بعضها، ومالم‌ تطوَ المرحلة‌ الاُولي‌ فإنّ المرحلة‌ الثانية‌ لن‌ تأتي‌، ومالم‌ تتحقّق‌ الثانية‌ فإنّ الثالثة‌ لن‌تتحقّق‌ بدورها.
وقد وردت‌ في‌ علامات‌ الظهور وعلامات‌ الرجعة‌ والقيامة‌ أخبارٌ كثيرة‌ دوّنها الاعلام‌ في‌ الكتب‌، وبالرغم‌ من‌ عدم‌ وجود الاطمئنان‌ من‌ صحّتها جميعاً، ومع‌ وجود أخبار ضعيفة‌ كثيرة‌ بينها، إلاّ أنـّه‌ يُستفاد من‌ مجموعها ـإجمالاًـ أنّ كلاّ من‌ هذه‌ المراحل‌ الثلاث‌، من‌ الظهور والرجعة‌ والقيامة‌، له‌ مشخّصات‌ وعلامات‌ وآثار مختصّة‌ به‌، إضافةً إلي أنّ لبعضها سنداً صحيحاً، وأنّ ذلك‌ البعض‌ يمكن‌ قبوله‌ وفق‌ القواعد الاُصوليّة‌، سواء الروايات‌ الصادرة‌ عن‌ الرسول‌ الاكرم‌ أو عن‌ أئمّة‌ أهل‌ البيت‌ سلام‌الله‌ عليهم‌ أجمعين‌.
الرجوع الي الفهرس
حديث‌ سلمان‌ في‌ علامات‌ القيامة‌
فعلي‌ّ بن‌ إبراهيم‌ القمّي‌ّ ـ مثلاً ـ الذي‌ كان‌ يعيش‌ قبل‌ أكثر من‌ ألف‌ سنة‌، والذي‌ له‌ تفسير في‌ غاية‌ الإتقان‌ والاعتبار تدارسه‌ العلماء الاعلام‌ ورجعوا إليه‌ طوال‌ هذه‌ المدّة‌ المديدة‌، حيث‌ يُعدّ من‌ مصادر كتب‌ الشيعة‌، ينقل‌ عن‌ سلمان‌ الفارسي‌ّ رواية‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بينما كان‌ صلوات‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ واقفاً في‌ المسجد الحرام‌ خلال‌ «حجّة‌ الوداع‌» آخذاً بحلقة‌ باب‌ الكعبة‌.
وهذه‌ الرواية‌ علي نحوٍ لا يطرأ معه‌ أي‌ّ احتمال‌ للدسّ والخدش‌ في‌ مضمونها، لانـّها تذكر مطالب‌ تتعلّق‌ بآخر الزمان‌ لم‌ يكن‌ لاي‌ّ منها أثر في‌ ذلك‌ الزمان‌، حتّي‌ أنّ الارضيّة‌ لم‌ تكن‌ موجودة‌ ومهيّئة‌ لحدوث‌ مثل‌ هذه‌ الوقائع‌، ليمكن‌ احتمال‌ حصولها فيما بعد، وليمكن‌ ـ من‌ ثَمَّ ـ جعل‌ مثل‌ هذا الحديث‌.
فعليه‌ يمكن‌ حصول‌ الاعتماد والاطمئنان‌ بهذه‌ الرواية‌ وأمثالها في‌ كتب‌ الحديث‌ والتفسير المتقنة‌، وعدّها من‌ الروايات‌ الدالّة‌ علي الظهور وعلامات‌ القيامة‌.
هذا وقد أورد هذه‌ الرواية‌ ذيل‌ الآية‌ التي‌ تصدّرت‌ البحث‌، وعدّها من‌ شواهد أشراط‌ الساعة‌، والاشراط‌ جمع‌ الشرط‌ بمعني‌ العلامة‌، والرواية‌ كالتالي‌:
يقول‌ علي بن‌ إبراهيم‌: حدّثني‌ أبي‌ (إبراهيم‌ بن‌ هاشم‌) عن‌سليمان‌ ابن‌ مسلم‌ الخشّاب‌، عن‌ عبد الله‌ بن‌ جريح‌ المكّي‌ّ، عن‌ عطاء بن‌ أبي‌ رياح‌ عن‌ عبدالله‌بن‌ عبّاس‌، قال‌:
حَججنا مَعَ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ حجّةَ الوداع‌، فأخَذ بحلقةِ بابِ الكعبةِ ثمّ أقبلَ علينا بوجههِ، فقالَ:
أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَكَانَ أَدْنَي‌ النَّاسِ يَوْمَئذٍ مِنهُ سَلْمَانُ رَحْمَةُ اللَهِ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ!
فَقَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ الْقِيَامَةِ، إِضَاعَةَ الصَّلاَةِ وَاتِّبَاعَ الشَّهَوَاتِ، وَالْمَيْلَ مَعَ الاْهْوَاءِ، وتَعْظِيمَ أَصْحَابِ الْمَالِ، وَبَيْعَ الدِّينِ بِالدُّنْيَا، فَعِنْدَهَا يَذُوبُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ فِي‌ جَوْفِهِ كَمَا يُذَابُ الْمِلْحُ فِي‌ الْمَاءِ، مِمَّا يَرَي‌ مِنَ الْمُنْكَرِ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَهُ.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! إِنَّ عِنْدَهَا يَلِيهِمْ أُمَرَاءُ جَوَرَةٌ، وَوُزَرَاءُ فَسَقَةٌ، وَعُرَفَاءُ ظَلَمَةٌ، وَأُمَنَاءُ خَوَنَةٌ.
فَقَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! إِنَّ عِنْدَهَا يَكُونُ الْمُنْكَرُ مَعْرُوفاً، وَالْمَعْرُوفُ مُنْكَراً، وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ الاْمِينُ، وَيُصَدَّقُ الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ الصَّادِقُ.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! فَعِنْدَهَا إِمَارَةُ النِّسَاءِ، وَمُشَاوَرَةُ الإمَاءِ، [4] وَقُعُودُ الصِّبْيَانِ [5] علي الْمَنَابِرِ، وَيَكُونُ الْكِذْبُ طُرَفاً، وَالزَّكَاُ مَغْرَماً، وَالْفَي‌ْءُ مَغْنَماً، وَيَجْفُو الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، وَيَبِرُّ صَدِيقَهُ، وَيَطْلُعُ الْكَوْكَبُ الْمُذَنَّبُ.
فَقَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! وَعِنْدَهَا تُشَارِكُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي‌ التِّجَارَةِ، وَيَكُونُ الْمَطَرُ قَيْظاً، وَيُغَيَّظُ الْكِرَامُ غَيْظاً، وَيُحْتَقَرُ الرَّجُلُ الْمُعْسِرُ؛ فَعِنْدَهَا تُقَارِب‌ الاْسْوَاق‌، [6] إِذَا قَالَ هَذَا: لَمْ أَبِعْ شَيئاً، وَقَالَ هَذَا: لَمْ أَرْبَحْ شَيئاً، فَلاَتَرَي‌ إِلاَّ ذَامَّاً لِلَّهِ.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولُ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! فَعِنْدَهَا يَلِيهِمْ أَقْوَامٌ إِنْ تَكَلَّمُوا قَتَلُوهُمْ، وَإِنْ سَكَتُوا اسْتَبَاحُوا حَقَّهَمْ، لِيَسْتَأْثِرُوا بِفِيْئِهِمْ، وَلِيَطَؤُنَّ حُرْمَتَهُمْ، وَلِيَسْفِكُنَّ دِمَاءَهُمْ، وَلِيَمْلَؤُنَّ قُلُوبَهُمْ دَغَلاً وَرُعْباً، فَلاَ تَرَاهُمْ إِلاَّ وَجِلِينَ خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ مَرْهُوبِينَ.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! إِنَّ عِنْدَهَا يُؤْتَي‌ بِشَي‌ْءٍ مِنَ الْمَشْرِقِ وَشَي‌ْءٍ مِنَ الْمَغْرِبِ، يَلُونَ أُمَّتِي‌، فَالْوَيْلُ لِضُعَفَاءِ أُمَّتِي‌ مِنْهُمْ؛ وَالْوَيْلُ لَهُمْ مِنَ اللَهِ؛ لاَيَرْحَمُونَ صَغِيراً؛ وَلاَ يُوَقِّرُونَ كَبِيراً؛ وَلاَ يَتَجَاوَزُونَ عَنْ مُسِي‌ءٍ، أَخْبَارُهُمْ خَنَاءٌ، جُثَّتُهُمْ جُثَّةُ الآدَمِيّينَ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ.
قَالَ سَلْمَانْ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! وَعِنْدَهَا يَكْتَفِي‌ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ، وَيُغَارُ علي الْغِلْمَانِ كَمَا يُغَارُ علي الْجَارِيةِ فِي‌ بَيْتِ أَهْلِهَا؛ وَتَشَبُّهُ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَالنِّسَاءُ بِالرِّجَالِ، وَيَرْكَبْنَ ذَوَاتُ الْفُرُوجِ [7] السُّرُوجَ، فَعَلَيْهِنَّ مِنْ أُمَّتِي‌ لَعْنَةُ اللَهِ!
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولُ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيه‌ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! إِنَّ عِنْدَهَا تُزَخْرَفُ الْمَسَاجِدُ كَمَا تُزَخْرَفُ الْبِيَعُ وَالكَنَائسُ؛ وَتُحَلَّي‌ الْمَصَاحِفُ؛ وَتُطَوَّلُ الْمَنَارَاتُ؛ وَتَكْثُرُ الصُّفُوفُ بِقُلُوبٍ مُتَبَاغِضَةٍ، وَأَلْسُنٍ مُخْتَلِفَةٍ.
فَقَال‌ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! وَعِنْدَهَا تُحَلَّي‌ ذُكُورُ أُمَّتِي‌ بِالذَّهَبِ، وَيَلْبَسُونَ الْحَرِيْرَ وَالدِّيبَاجَ وَيَتَّخِذُونَ جُلُودَ النَّمُورِ صَفَاقاً!
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! وَعِنْدَهَا يَظْهَرُ الرِّبَا؛ وَيَتَعامَلُونَ بَالْغَيْبَةِ [8] وَالرُّشَي‌؛ وَيُوضَعُ الدِّينُ؛ وَيُرْفَعُ الدُّنْيَا.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! وَعِنْدَهَا يَكْثُرُ الطَّلاَقُ، فَلاَ يُقَامُ لِلَهِ حَدٌّ، وَلَنْ يَضُرَّ اللَهَ شَيئاً.
فَقَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! وَعِنْدَهَا تَظْهَرُ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ، وَيَلْيِهِمْ أَشْرَارُ أُمَّتِي‌.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذِي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! وَعِنْدَهَا يَحَجُّ أَغْنِيَاءُ أُمَّتِي‌ لِلنُّزْهَةِ، وَيَحَجُّ أَوْسَاطُهَا لِلتِّجَارَةِ، وَيَحَجُّ فُقَرَاؤُهُمْ لِلرِّئَاءِ وَالسُّمْعَةِ؛ فَعِنْدَهَا يَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ لِغَيْرِ اللَهِ، وَيَتَّخِذُونَهُ مَزَامِيرَ؛ وَيَكُونُ أَقْوَامٌ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِاللَهِ، وَيَكْثُرُ أَوْلاَدُ الزِّنَاءِ وَيَتَغَنَّونَ بِالْقُرآنِ؛ وَيَتَهَافَتُونَ بِالدُّنْيَا.
قَالَ: سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! ذَاكَ إِذَا انْتُهِكَتِ الْمَحَارِمُ، وَاكْتُسِبَت‌ الْمَآثِمُ، وَسُلِّطَ الاْشْرَارُ علي الاْخْيَارِ، وَيَفْشُوَ الْكِذْبُ، وَتَظْهَرُ اللَّجَاجَةُ، وَتَفْشُوَ الْفَاقَةُ، وَيَتَبَاهَوْنَ فِي‌ اللِبَاسِ، وَيُمْطَرُونِ فِي‌ غَيْرِ أَوانِ الْمَطَرِ، وَيَسْتَحْسِنُونَ الْكُوبَةَ [9] وَالْمَعَازِفَ وَيُنْكِرُونَ الاْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي‌َ عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّي‌ يَكُونَ الْمُؤمِنُ فِي‌ ذَلِكَ الزَّمَانِ أَذَلَّ مَنْ فِي‌ الاْمَّةِ، وَيُظْهِرُ قُرَّاؤُهُمْ وَعُبَّادُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ التَّلاَوُمَ؛ فَأُولَئِكَ يُدْعَوْنَ فِي‌ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ: الاْرْجَاسَ وَالاْنْجَاسَ.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! فَعِنْدَهَا لاَ يَخْشَي‌ الْغَنِي‌ُّ إِلاَّ الْفَقْرَ حَتَّي‌ أَنَّ السَّائِلَ لَيَسْأَلُ فِيمَا بَيْنَ الْجُمْعَتَيْنِ، لاَ يُصِيبُ أَحَداً يَضَعُ فِي‌ يَدِهِ شَيئاً.
قَالَ سَلْمَانُ: وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَهِ؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: إِي‌ وَالَّذي‌ نَفْسِي‌ بِيَدِهِ!
يَا سَلْمَانُ! عِنْدَهَا يَتَكَلَّمُ الرُّوَيْبَضَةُ.
فَقَالَ: وَمَا الرُّوَيْبَضَةُ يَا رَسُولَ اللَهِ فِدَاكَ أَبِي‌ وَأُمّي‌؟
قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ: يَتَكَلَّمُ فِي‌ أَمْرِ الْعَامَّةِ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمْ؛ [10] فَلَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ قَلَيلاً حَتَّي‌ تَخُورُ الاْرْضُ خَوْرَةً، فَلاَ يَظُنُّ كُلُّ قَوْمٍ إِلاَّ أَنـَّهَا خَارَتْ فِي‌ نَاحِيَتِهِمْ، فَيَمْكُثُونَ مَاشَاءَ اللَهُ ثُمَّ يُنْكَثُونَ فِي‌ مَكْثِهِمْ، فَتُلْقِي‌ لَهُمُ الاْرْضُ أَفْلاَذَكَبِدِهَا.
قَالَ: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إلي الاْسَاطِينِ فَقَالَ: مِثْلُ هَذَا. فَيَوْمَئذٍ لاَ يَنْفَعُ ذَهَبٌ وَلاَ فِضَّةٌ، فَهَذَا مَعْنَي‌ قَوْلِهِ: فَقَدْ جَاءَ

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nbras.all-up.com
 
أشراط الساعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.jdhvip.com :: المنتدى العام :: النبراس الإسلامي-
انتقل الى: